28 - 06 - 2024

من ساحة بيت لحم إلى المتحف الوطني | مسيرة دعم لفلسطين.. بمشاركة آلاف السياح في "أسواق الميلاد" ببراغ

من ساحة بيت لحم إلى المتحف الوطني | مسيرة دعم لفلسطين.. بمشاركة آلاف السياح في

انطلاقاً من ميدان بيت لحم Betlémské náměstí جابت مسيرة تضامنية مع فلسطين وغزة شوارع أسواق أعياد الميلاد التي يشهدها في كل عام مئات الاف السياح (في الوسط التاريخي للعاصمة التشيكية) .. قاد المسيرة الناشط المصري يوسف مرسي أبرز مؤسسي تجمع الطلاب والشباب العالمي - براغ لدعم فلسطين، المعروف اختصاراً بـ "شباب براغ من أجل فلسطين"Prague Youth 4 Palestine.

حمل المتظاهرون عشرات الأعلام الفلسطينية واللافتات وأغصان الصنوبر مرفقة بصور أطفال شهداء، ورددوا هتافات منددة بـ الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين وجرائم (إسرائيل - دولة الإرهاب والأبرتهايد والاحتلال) وداعمي وممولي الحرب، وعلى رأسهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولاموا الحكومة التشيكية هاتفين: حكومة التشيك لا يمكنك الإختباء.. انك تدعمين الإبادة! 

وقال يوسف مرسي في كلمة تقديمية للمسيرة خلال "وقفتها الأولى" في ميدان بيت لحم (الأربعاء 27 ديسمبر) إن أخواتنا وإخواننا في الإنسانية وأطفال غزة يتعرضون للقتل والتطهير العرقي، ونحن في ذروة أعياد الميلاد، فدعونا نرفع صوتنا تعبيراً عن إدانتنا لجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة في أرض الرسالات السماوية (فلسطين)، والتذكير بأن كنائس مدينة بيت لحم، حيث مولد يسوع المسيح، ألغت كافة احتفالات أعياد الميلاد. 

وتساءل: بعدما قتلت إسرائيل أكثر من 28 ألفاً بينهم 8800 طفل و6330 امرأة في قطاع غزة.. ماذا ينتظر العالم، وكم ألف أخرين سيموتون كي يتحرك أصحاب الضمير الإنساني؟! ليهتف ويردد المتظاهرون خلفة الحرية لفلسطين .. الحرية لفلسطين ,, من النهر إلى البحر ستكون فلسطين حرة.. وقف إطلاق نار.. الأن .

متضامنة تشيكية شابة: بلسانهم ندينهم    

وألقت المتضامنة التشيكية طالبة العلوم الإنسانية آنا في، كلمة باللغة التشيكية جاء فيها: نقف اليوم في هذا الميدان الذي يحمل اسم مدينة بيت لحم/ فلسطين أرض السلام ومهد يسوع المسيح عليه السلام، حداداً على ضحايا حرب الإبادة الجارية.. كما أقف أمامكم لأحكي قصة عالم بات بلا قانون..عالم تسوده شريعة الغاب وسياسات غابرة تُعلي منطق القوة القاهرة تطبيقاً لمقولة "حوافر الخيل وبساطيرالجيوش ترسم حدود الدول، وتتحكم بمصائر الشعوب".. 

أنا لا أعرض رأياً او أقدم تحليلاً سياسياً، بل أٍوي بعض قرأتي ومشاهداتي، على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ، وشاشات تلفزيونات الحقيقة، بلا تزوير أو تزييف.. 

في هذه الحرب ، انكشفت أكاذيبهم وافتضحت دعايتهم القديمة المتجددة، التي ضللت شعوبنا لعقود .. ومعها انهارت صورة بلد الحرية والديمقراطية (الولايات المتحدة) وسقطت فيها قيم الفكر الليبرالي الحر، وشعار "الحرية تنير العالم" 

وسقطت الحركة الصهيونية،  ولم يعد يليق بوليدتها "إسرائيل"، سوى وصف دولة الإبادة الجماعية والأبرتهايد. 

أما بريطانيا الاستعمارية، فلا تستحق سوى أن يُقاضيها أحرار العالم ورجال القانون أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي على "جريمة وعد بلفور. وكل تبعاتها الماثلة أمامنا منذ 75 عاماً للنكبة الفلسطينية..

لقد سقط “بلد النور“ كوصف عن فرنسا ومعه قيمها الدستورية ورموز ألهة الحرية والحكمة والعدالة، وثلاثية الحرية والمساواة والأخوّة إضافة لحكم القانون. 

وأعيد على مسامعكم قول الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، إنه من دون الولايات المتحدة ما كان للاحتلال الإسرائيلي أن يستمر، وأن أي رئيس أمريكي لم يطلب، من إسرائيل، إنهاء احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة!!

كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: أنا صهيوني، ولو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا خلقها!! دعم الولايات لإسرائيل مصلحة أمريكية وثابت كالصخر، وكل ما نطلبه منها في هذه الحرب، هو الحد من أعداد الضحايا المدنيين قدر الإمكان!!  هكذا تُبنى الدول وتخاض الحروب بمنطق الاستعمار الاستيطاني الإحلالي!

ثم جاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليطالب نتنياهو وحكومة الإجرام  والأبرتهايد الإسرائيلية بتقييد وكبح جماح تغطية قناة الجزيرة للحرب، فتنفذ إسرائيل هذا الطلب بقتل 103 من الصحافيين وعائلات بعضهم، وتقييد كافة التغطيات الصحفية الإسرائيلية والغربية بـ 8 ضوابط وقيود وإخضاع كل ما يكتبه الصحافيون للرقيب العسكري الإسرائيلي.!!

كلنا سمع الأمين العام للأمم المتحدة يقول إن عملية 7 أكتوبر لم تأت من فراغ، فقد تعرض الشعب الفلسطيني لـ 56 عاماً من القهر والاحتلال وهم يرون المستوطنات تبتلع أرضهم وأمالهم بحل سياسي.. 

وتابع: يواجه السلام العالمي خطراً لا سبيل لإنهائه دون وقف إطلاق النار، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، وهي الأفظع في التاريخ الإنساني وتاريخ الحروب خاصة ضد الأطفال والنساء ".

ومن منا لم يسمع النائبة البرلمانية الإيرلندية كلير دالي، وهي تنتقد دور رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وتصفها بــ “سيدة الإبادة الجماعية” بسبب دعمها لوحشية الحرب وجرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، جاء هذا الوصف بعدما قال جوزيف بوريل: ما نشهده من الساسة الأوربيين يُمثل عاراً على جبين أوروبا وفشلاً أخلاقياً وسياسيا جماعياً 

جميعكم أيتها الأخوات أيها الإخوة، سمعتم المستشار الألماني أولاف شولتز وهو يُعلن، في محاولة للتكفير عن جرائم النازية، للحركة الصهيونية وليس للضحايا اليهود، دعمه لحكومة نتنياهو، على حساب الدم فلسطيني إذ قال إنه يؤيد الحرب الإسرائيلية على غزة باعتبار ذلك مصلحة ألمانية، ليأتيه الرد من مواطن ألماني قال: لقد جعلتم ألمانيا بدعاوى الهولوكست دولة تحت تصرف الصهاينة.. ما دخل شبابنا بما فعله هتلر عام 1944.. كفى كفى.. هذه النار ستُشعل عالمكم، بينما تنير غزة عالمنا بشعلة حرية.. (في إشارة إلى الإنقسام الحاصل بين جيل الشباب، والسياسيين والأحزاب الحاكمة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وحلفائها في الشرق والغرب)وبهذا أنهي كلمتي .

"المسيح في الأنقاض" رثاء كنسي فلسطيني 

وألقت الناشطة الفلسطينية/ التشيكية عضو نادي الجالية الفلسطينية في التشيك  لميس الشيخ خليل كلمة حملت أقوال القس الدكتور منذر إسحاق، في قداس الرثاء/ بمناسبة عيد الميلاد في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بيت لحم على خلفية مجسم (المسيح في الأنقاض) الذي أقيم هناك.. جاء فيها:  

نحن غاضبون .. كان ينبغي أن نكون في وقت فرح؛ لكننا في حداد.. غزة، لم تعُد كما عرفناها.. ولم تعد موجودة .. قتلت إسرائيل فيها أكثر من   

20.000 مدني، بيتهم 9000 طفل ولا يزال الاف اخرون تحت الأنقاض، قُتلوا جميعاً بأكثر الطرق وحشية.. وأجبر 1.9 مليون مدني على النزوح، ودمرت مئات ألاف البيوت.. هذه إبادة جماعية، فيما العالم يراقب، والكنائس تراقب كل ما يرسله سكان غزة من صور حية لعمليات إعدامهم. ربما يقول العالم إنه مهتم! لكنه يكتفي بالمراقبة، ما يدفعنا للتساؤل: هل يمكن أن يكون هذا هو مصيرنا في بيت لحم؟ في رام الله؟ في جنين؟ هل سيكون مصيرنا كهذا أيضاً؟!

نحن معذبون بهذا الصمت، بعدما شاهدنا زعماء ما يسمى بـالعالم الحر  يصطفون، واحدا تلو الآخر، لإعطاء الضوء الأخضر لهذه الإبادة الجماعية ضد سكان محاصرين منذ 17 سنة في غزة .. وقد أعطى هؤلاء الغطاء للقتلة، ولم يتأكدوا فقط من دفع الفاتورة مقدمًا، بل قاموا بحجب الحقيقة وسياق الأحداث، وتوفير الغطاء السياسي لإسرائيل، قبل أن ينضم إليهم الغطاء اللاهوتي مع دخول الكنيسة الغربية جوقة الداعمين!!. إنها كنيسة مفهوم "لاهوت الدولة" العنصرية البالية ربيبة إسرائيل في جنوب افريقيا، التي تقدم  ما يُعرف بـ "التبرير اللاهوتي للوضع الراهن في قلسطين المحتلة، بعنصريته ورأسماليته وشموليته"، وهي تفعل ذلك عن طريق إساءة استخدام المفاهيم اللاهوتية والنصوص الكتابية لأغراضها السياسية الخاصة.

نحن هنا، في فلسطين، نواجه "لاهوت الإمبراطورية" الذي يتم تغليفه بكلمات مثل الإرسالية والكرازة، وتحقيق النبوءة، ونشر الحرية والتحرر، وذلك لتبرير و إخفاء القمع الجاري تحت عباءة "الإذن الإلهي" من وجهة نظر هذه الكنيسة التي يتقسم الناس إلى "نحن" و"هم"، وتشيطن الإنسان وتجرده من إنسانيته .. إنها تتحدث بمنطق دعاية الحركة الصهيونية العالمية عن أرض بلا شعب، أكثر من ذلك، فإنه عندما يتم إبلاغها، بأن هذه الأرض يمتلكها بشر وشعب، تعود للدعوة إلى تفريغ غزة، وتطالبنا نحن الفلسطينيين بالذهاب إلى مصر، والأردن، وحتى إلى البحر فقط؟ كما وصفت التطهير العرقي عام 1948 بـ «المعجزة الإلهية».. 

"يا رب، أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتأكلهم؟" قالوا منا. هذا هو لاهوت الإمبراطورية.

لقد أكدت لنا هذه الحرب أن العالم لا ينظر إلينا على قدم المساواة. ربما هو لون بشرتنا. ربما يكون ذلك لأننا على الجانب الخطأ من المعادلة السياسية. وحتى قرابتنا في المسيح لم تحمينا.. نفاق وعنصرية العالم الغربي واضحة ومروعة! إنهم يأخذون دائمًا كلام الفلسطينيين بعين الشك.. ولا يعاملوننا على قدم المساواة. بينما يعتبرون، الجانب الآخر، الصهيوني معصومًا عن الخطأ!لرغم من سجله الواضح في الكذب والتضليل. 

إلى أصدقائنا الأوروبيين أقول: لا تسمعوننا محاضرات حول حقوق الإنسان و القانون الدولي مرة أخرى.. لقد قلتم مراراً بذات منطق لاهوت الإمبراطورية إنه دفاع عن النفس! وأنا أسألكم كيف؟ إنكم تحولون المستعمر إلى ضحية، والمعتدى عليه إلى إرهابي .. وأِؤكد لكم أن هذه الدولة، التي تدعمون بنيت على أنقاض مدن وقرى الغزيين أنفسهم؟

نحن غاضبون من تواطؤ الكنيسة، وليكن واضحا أن الصمت تواطؤ، والدعوات الفارغة للسلام دون وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال، وكلمات التعاطف الضحلة دون عمل مباشر – كلها تواطؤ. 

هذه هي رسالتي: لقد أصبحت غزة اليوم البوصلة الأخلاقية للعالم. كانت غزة جحيما على الأرض قبل السابع من أكتوبر.. 

ولكل أبناء العالم أقول: إذا لم يشعر أي منكم بالفزع مما يحدث؛ وإذا لم يهتز من أعماقه، فهناك خطأ ما في إنسانيته.. وإذا لم نغضب، كمسيحيين، من هذه الإبادة الجماعية، ومن استخدام الكتاب المقدس كسلاح لتبريرها، فهناك خطأ في شهادتنا المسيحية، ومساس بمصداقية الإنجيل!

أما نحن فسوف نتعافى. وننهض ونقف مرة أخرى من وسط الدمار، كما فعلنا دائمًا كفلسطينيين، وللمتواطئين أقول: أشعر بالأسف من أجلكم. ولا أدري كيف ستتعافون من هذا السقوط؟!.

وانتهت المسيرة بوقفة ثانية فيميدان فاسلاف  Vaclavske nameti عند المتحف الوطني التشيكي الشهير عالمياً، في قلب براغ .

جرت الفعالية باسم/ إئتلاف مبادرة "ليس باسمنا" التشيكية الداعية لسلام عادل في الشرق الأوسط، العاملة تحت مظلة حركة تضامن العالمية ISM وجمعية أصدقاء فلسطين التشيك ومجموعة شباب براغ 4  فلسطين بدعم ومشاركة نادي الجالية الفلسطينية في التشيك.






اعلان